تعامدت الشمس على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ظهر الأحد، والتي لا يكون خلالها للكعبة ظل على الأرض.
الجمعية الفلكية في جدة نشرت على حسابه الرسمي بموقع “تويتر” مقطع فيديو يُظهر حدوث ظاهرة تعامد الشمس الثاني والأخير على الكعبة المشرفة في عام 2023، وذلك بعد حوال 45 يوما من التعامد الأول.
تعامد الشمس على الكعبة المشرفة يحدد دوران الأرض
من جانبه قال رئيس الجمعية الفلكية في جدة ماجد أبو زهرة، إن “سبب ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة يعود إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة، وهو ما يؤدي إلى انتقال الشمس ظاهريا بين مداري السرطان شمالا والجدي جنوبا مرورا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة”.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية في جدة، أن أبرز استفادة من هذه الظاهرة الفلكية هو تحديد اتجاه القبلة بدقة خاصة في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والإسلامية، والمناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق.
من جهته قالت دار التقويم القطري، إنه يمكن الاستفادة من ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة تحديد اتجاه القبلة بطريقة فلكية في الدول التي يكون فيها النهار طالعا وقت أذان الظهر في مكة المكرمة عند الساعة 12:27 ظهرا.
ويتم تحديد القبلة بمراقبة الظل لحظة تعامد الشمس على الكعبة، بحيث يشير الاتجاه المعاكس لامتداد الظل مباشرة في أي مدينة بالعالم، إلى مكة المكرمة، بدقة توازي دقة تطبيقات الاتجاهات في الهواتف الذكية.
ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة تعرف باسم التسامت
ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة تعرف باسم “التسامت”. وبمراعاة السنة الكبيسة، تتكرر هذه الظاهرة مرتين سنويا: الأولى خلال يومي 27 أو28 مايو، عندما تتحرك الشمس ظاهريًا باتجاه الشمال من خط الاستواء إلى مدار السرطان، حينها تمرّ الشمس على خط عرض مكة المكرمة (21.425 درجة شمالا).
ويقول الخبراء: إنه يمكن حساب محيط الكرة الأرضية من ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة، بقياس زاوية ميل ظل شاخص في أية مدينة أخرى والمسافة الدقيقة المباشرة بين مكة المكرمة وبين هذه المدينة، وهي طريقة قديمة استعملها الفلكي الإغريقي إيراتوس تينوس.
وكان إيراتوس تينوس، يعمل قيما لمكتبة الإسكندرية فى مصر، حين قيل له إن صورة الشمس شوهدت في مدينة أسوان منعكسة عن ماء بئر، مما يعني أنها كانت عمودية ذلك اليوم على أسوان.
فقام الفلكي الإغريقي بقياس المسافة المباشرة بين الإسكندرية وأسوان، وبعد أن حسب ميل الشمس عن الإسكندرية في ذلك اليوم استطاع أن يحسب محيط الكرة الأرضية، وهي طريقة علمية يطبقها كثير من طلبة المدارس في مسابقاتهم العلمية.